حين يكون الوعد قساميا

حين يكونُ الوعدُ قسامياً!!

هي غزة الجريحة وأرضٌ جُبلت بدماء الشهداء والأبطال .. هو ذلك الشعب المقهور الذي لا زال يئن تحت وطأة الحصار .. حياةٌ يَحياها أكثر من مليون ونصف المليون على مرمى الرصاص .. ونيران قصفٍ لا يرحم حجراً ولا شجراً ولا بشر..
أجسادٌ تُمزّق.. تَصنع من دمهـا النازف نوراً يُسرج عتمةَ الأحزان التي غمرت قلب الصغير قبل الكبير ..!
هي أرواحٌ تَرنو بكل معاني الصمود تقهرُ الاحتلال وتَهوي برؤوس أذنابِ المحاصِرين والراميين عليهـا بحمم الحقد الحارقة صَريعةً تدوسها اقدام المجاهدين!
أرواحٌ عَشِقت قسّـام .. أورثت كل معاني الإباء التي تحملها هذه الكلمة للأجيال القادمة .. لكل اطفال البراءة.. لشهداء الأمس الراحلين ..!
وأشجار الثبات الراسخة أصلها ثابت وفرعهـا في السماء تؤتي أكلها حين يأذن ربهـا..
لم يثنِ شعبَ غزة الصامد وأبطال الحِصـار جوعٌ وإذلال.. لم يضرهم موت ودمار بانتظارهم تَحمله لهم طائرات وقذائف تتميز من الغيظ وتنذرُ بأعتى أنواع الإجرام والموت والخراب!!
بالعصبة الخضراء تزينوا، وضعوا حلم الوطن الحر بين أعينهم، مضوا وعين الله ترعاهم ، فهم قادةٌ ضربوا أروع الأمثلة في التقديم والعطاء، أهدوا فلذات الأكباد ولم تسلب منهم العزيمة، وَدّعواهم على خرير دموعٍ امتزجت بفرحة الزفاف لحور العين وألم الفراق وعلى أمل اللقاء يحتسبون ويصبرون!
هنـاك استودعوهم عند من لا تضيع ودائعه حيث الرياض اليانعة والقطوف الدانية!
قد عَلِمْنا حقاً وفهمنا أسرار الانتصـار .. انتابتنا حالة من الرهبة والإجلال لمعنى الوعد والرد القسامي حين يتأهب للانتقـام.. عَلّمنا ذلك القائد القسامي الأسير حسن سلامة حين مرغ أنف الصهاينة بعمليات الثأر المقدس وهو يثأر لأخيه المهندس! لا نظنهم قد نسوا وقع صداها وهو يتردد مع كل صوت انفجـار.. مع كل مجزرة وجريمة تُرتكب بحق الإنسانية المقتولة في غزة وكل فلسطين المذبوحة على موائد المفاوضات وجلسات التواطؤ والنسيان لكل معاني الشرف والوطنية!
نحنُ لسنا ممّن يعشق الانكسـار فكم قهراً صنعنا منه جسوراً للعبـور.. ولسنا ممن مَلّ أناشيد الشهادة على وقع صواريخ الانتقـام لطفولة اغتيلت بحقدٍ أسودٍ بَغيض..!
بل جَسّدنا حلمَ العودة .. وشيّدنا آمال الانتصـار بحروف تختصر المسافات تُجملها كلمـةُ "وطن" ..!
حين يكون الوعدُ قَسّامياً نزدادُ يقيناً أن الله يمدُ للظالمين ليستدرجهم إلى سِجّيـل!! وإذا مافتحت فواتير الحساب وصدع القسام ببيان ((الحسـاب المفتـوح)) فألف ردٍ من غضب بالانتظـار ولعبة التسلي بآلام الناس ودماء الأبرياء لها حدٌ آخره رثاء وعويل يا قطعـان المغتصبين!